بعد سقوط مئات الضحايا.. أكثر من 130 منظمة تطالب بوقف أنشطة "غزة الإنسانية"

بعد سقوط مئات الضحايا.. أكثر من 130 منظمة تطالب بوقف أنشطة "غزة الإنسانية"
فلسطينيون أمام مركز توزيع المساعدات في غزة

دعت أكثر من 130 منظمة غير حكومية، بينها "العفو الدولية"، "أوكسفام"، والمجلس النرويجي للاجئين، إلى "اتخاذ إجراءات فورية" لإنهاء عمليات مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، وذلك في بيان نُشر، الثلاثاء، عبر منظمة "أنقذوا الأطفال".

أكدت المنظمات في بيان مشترك، الثلاثاء، أن الآلية الحالية لتوزيع المساعدات -التي يشرف عليها الجيش الإسرائيلي وتنفذها مؤسسة غزة الإنسانية- "تسببت في سقوط مئات القتلى والجرحى بين المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة"، ودعت إلى إعادة الآليات الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة بشكل مستقل وفق شبكة "CNN".

مصائد للموت

أشارت المنظمات إلى أن 400 نقطة توزيع كانت تعمل خلال فترة وقف إطلاق النار المؤقت، تم استبدالها بأربعة فقط تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، ما أجبر نحو مليونَي فلسطيني على النزوح إلى مناطق عسكرية مكتظة، حيث يتعرضون لإطلاق نار شبه يومي خلال محاولاتهم الوصول إلى الغذاء أو المساعدات الأساسية.

وقالت في بيانها: "الفلسطينيون في غزة اليوم يواجهون خيارًا مستحيلاً: إما الموت جوعًا أو المخاطرة بالتعرض لإطلاق النار".

مئات القتلى والجرحى

سجلت التقارير مقتل أكثر من 500 فلسطيني وإصابة نحو 4000 آخرين خلال أقل من أربعة أسابيع، خلال محاولاتهم الوصول إلى المساعدات أو توزيعها، واتهمت المنظمات القوات الإسرائيلية وجماعات مسلحة، بعضها يعمل بدعم من السلطات الإسرائيلية، بإطلاق النار على المدنيين "اليائسين الذين يخاطرون بكل شيء للبقاء على قيد الحياة".

أكدت المنظمات أن الوضع الإنساني في غزة ينهار بشكل غير مسبوق، قائلة: "بعد أكثر من 100 يوم من إعادة فرض الحصار الإسرائيلي شبه الكامل، تتدهور الأوضاع بوتيرة أسرع من أي وقت مضى منذ بدء الحرب".

وأضافت: "هذه ليست استجابة إنسانية، بل منظومة تُبقي المدنيين في حلقة متصلة من الخطر واليأس والموت".

نفي استهداف المدنيين

رد الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة على تقرير لصحيفة "هآرتس"، نفى فيه تلقي جنوده أوامر بإطلاق النار على فلسطينيين عزّل ينتظرون المساعدات، مؤكدًا أن "عمليات التوزيع تتم وفق تنسيق محدد".

من جانبها، اعترفت مؤسسة غزة الإنسانية بوقوع بعض "حوادث عنف" خارج مواقعها المباشرة، لكنها أكدت أن توزيع المساعدات يجري "دون حوادث تُذكر"، زاعمة أنها تنسق مع الجيش الإسرائيلي لضمان مسارات آمنة للمدنيين.

تأسست مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) مؤخراً بدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل، وتولت توزيع المساعدات في ظل انهيار منظومة العمل الإنساني الأممية داخل قطاع غزة، وتُتهم المؤسسة بأنها تعمل ضمن رؤية أمنية إسرائيلية تتحكم في سبل الإغاثة وتُخضعها لقيود ميدانية تسببت في خسائر بشرية كبيرة. 

ويأتي هذا في ظل حصار خانق وعمليات عسكرية متواصلة، وانهيار البنى التحتية والخدمات الأساسية، ما دفع منظمات دولية إلى المطالبة العاجلة بإعادة تفعيل الدور الأممي في إيصال المساعدات بشكل مستقل وآمن.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية